مرحبا بيكوم مستمعي إذاعة L’ODJ RADIO و مشاهدي قناة L'ODJ TV ففقرة care week، الفقرة لمن خلالها كنرافقكوم أنا عائشة بوسكين فمجموعة من المواضيع ليكتهم الصحة الجسدية أو النفسية ديالكوم
من الطبيعي جدا مستمعينا أن نتفق جميعا أن وجود فرد مصاب باضطراب الشخصية النرجسية في حياتنا، سواء أكانت علاقة صداقة أو علاقة عاطفية أو حتى مهنية ، ليس بالتجربة الممتعة على الإطلاق
لكن دعونا قبل ذلك نتفق أولا أن كل شخص يملك نسبة طبيعية من النرجسية في داخله، حيث تشعره هذه النسبة بالفخر تجاه إنجازاته، وتحثه على مشاركتها مع الآخرين، هذا النوع من النرجسية يعد صحيا و هو أمر منطقي لا عيب فيه ولا يدخل في إطار الاضطراب الذي سأتطرق له
فإذا كنتم مستمعينا غير واعين بصفات هذا الاضطراب النفسي الخطير، تعالوا لنتعرف جميعا على ماهو اضطراب الشخصية النرجسية؟ ما هي أعراضه وطرق العلاج؟
حسب مجلة psychology Today الأمريكية، فإن اضطراب الشخصية النرجسية والمعروف اختصارا بـ Narcissistic Personality Disorder NPD، هو أحد اضطرابات الشخصية النفسية المتعددة، ويظهر على شكل حالة عقلية يعاني فيها الشخص من إحساس متضخم بأهميته، وحاجة عميقة لإثباث أفضليته وتفوقه على المحيطين به، ذلك أنه مع قرارات نفسه يشعر بتقدير متدن للذات وهش للغاية قد يتحطم أمام كل شخص ذكي ومتمكن من معارفه، لذلك غالبا ما نجد أن الشخص النرجسي تكون علاقاته متوترة ومضطربة مع جميع من يتواجد في محيطه
فالسلوك الذي ينهجه المصابون بهذا الاضطراب، حسب علماء النفس يطلق عليه اسم "عقدة البطولة-trophy complex"، حيث يلجأ النرجسيون إلى استخدام امتيازات أو صلاحيات أو منصب أو إنجازات، لتمثيل ذواتهم وللتعويض عن شعورهم الحقيقي بالنقص
فيما يتعلق بأعراض هذا الاضطراب، فتتمثل أساسا في شعور مبالغ بأهمية الذات، والشعور الدائم بضرورة استحقار الآخرين وإظهارهم أنهم لا يفقهون شيئا و أن النرجسي وأراءه هي دائما على صواب ولا تستدعي النقاش والإقناع، من سماته أيضا انتظاره من الآخرين الاعتراف به كشخص متفوق حتى دون وجود إنجازات تبرر ذلك، كما أنه يستغل مجهودات الآخرين و ينسبها لنفسه حتى تسلط عليه الأضواء وليس على غيره، إضافة على أنه يتلاعب نفسيا بضحيته ويظهر الطيبة كلما ادعت الحاجة لكي يصل إلى مبتغاه ثم يعود لنرجسيته
الأساليب العلاجية لهذا الاضطراب ترتكز على العلاج بالحوار والتواصل أي العلاج النفسي، وقد تحتاج بعض الحالات إلى الأدوية إذا صاحبها أي اضطرابات أخرى في الصحة العقلية، كما أن العلاج السلوكي المعرفي من شأنه تحديد أنماط السلوكيات والأفكار غير الصحية لدى الشخص النرجسي واستبدالها بأنماط صحية، لكن أساس العلاج يقوم على تقبل المصاب أولا بأنه يعاني من الاضطراب وموافقته على متابعة الجلسات العلاجية
وأنتم مستمعينا، هل سبق لكم وأن صادفتم شخصا نرجسيا في حياتكم؟